الحسن البصري رحمه الله
مولده ونشأته:
اسمه الحسن بن يسار، وكان (يسار) مولى للصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، واسم أمه (خيرة) وكانت مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد الحسن بالمدينة عام 30 هـ تقريبا ونشأ في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبصفة خاصة بيت أم سلمة رضي الله عنها فقد ربي في حجرها وقد كانت أم سلمة رضي الله عنها من أكمل نساء العرب عقلا، وأوفرهن فضلا وحكمة، كما كانت من أوسع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم علما وأكثرهن رواية عنه، وقد كانت من النساء القليلات اللواتي يكتبن في الجاهلية.
كما نال الحسن أيضا شرف الرضاعة من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حيث كانت أمه تخرج لقضاء بعض الحاجات فكان الطفل الرضيع يبكي من جوعه فتأخذه أم سلمة رضي الله عنها إلى حجرها وتلقمه ثديها لتصبره به وتعلله عن غياب أمه، ولشدة حبها له فقد كان ثديها يدر لبنا بقدرة الله فيرضع الصبي ويسكت عن البكاء.
ظل الحسن في طفولته يتنقل بين بيوت أمهات المؤمنين وينهل من هذا الجو النقي من الأخلاق الطيبة والدين والأدب والعلم.
طلبه للعلم:
تتلمذ الحسن على يدي كبارالصحابة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل: عثمان بن عفان، وعبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وأبي موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر.
ثم انتقل الحسن إلى البصرة مع والديه عندما بلغ أربعة عشر عاما واستقر بالبصرة مع أسرته وكانت البصرة آنذاك من أكبر قلاع العلم وكان مسجدها العظيم يموج بمن دخلها من كبار الصحابة رضي الله عنهم لا سيما عبد الله بن عباس الذي لازمه الحسن وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات.
أخذ الحسن عن غير عبد الله بن عباس من الصحابة الفقه واللغة والأدب حتى صار من أعلم أهل زمانه.
التف الناس حوله وذاع صيته وعلت شهرته وأحبه الناس حبا شديدا.
ثناء العلماء عليه:
وصفه أحد المقربين منه وهو خالد بن صفوان فقال: " إنه امرؤ سريرته كعلانيته، وقوله كفعله، إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له، ولقد رأيته مستغنيا عن الناس، زاهدا بما في أيديهم، ورأيت الناس محتاجين إليه، طالبين ما عنده "
وقال عنه مسلمة بن عبد الملك: " كيف يضل قوم فيهم مثل الحسن البصري؟! "
نصحه أولي الأمر:
وكان الحسن البصري لا يترك نصيحة أولي الأمر بما يراه حقا ولو كان قاسيا عليهم، لدرجة أنه لما طلب عمر بن هبيرة منه النصيحة في أمور يأمره بها الخليفة يزيد بن عبد الملك ولا يطمئن إليها عمر بن هبيرة قال له: " يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله جل وعز يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله. يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد. يا ابن هبيرة إنك إن تك مع الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد ابن عبد الملك في الدنيا والآخرة، وإن تك مع يزيد في معصية الله تعالى، فإن الله يكلك إلى يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائنا من كان في معصية الخالق عز وجل " فبكى ابن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته.
من مواعظه:
وكانت مواعظ الحسن تهز القلوب وتنبه الغافلين وتستدر دموع السامعين؛ فمن مواعظه: " إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب، متى ازددت من إحداهما قربا ازددت من الآخرة بعدا، الدنيا دار أولها عناء وآخرها فناء، وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن " .
وفاته:
مات الحسن رحمه الله عام 110 هـ وخرج أهل البصرة جميعا لجنازته يوم الجمعة غرة رجب، رحمه الله رحمة واسعة.
عمر بن عبد العزيز رحمه الله
مكانته:
تابعي جليل من التابعين ، لقِّب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خلافته سير الخلفاء الراشدين .
تولى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك. قال عنه محمد بن علي بن الحسين رحمه الله: " أما علمت أن لكل قوم نجيبًا، وأن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز، وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده " .
طلبه للعلم:
طلب عمر بن عبد العزيز العلم صغيرًا، وصار يجالس كبار الفقهاء والعلماء، وتولى إمارة المدينة المنورة فترة من عمره.
مبايعته بالخلافة:
بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس إلى المسجد، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه. فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَلِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم " ثم نزل عن المنبر.
ما دار بينه وبين ابنه بعد توليه الخلافة:
اتجه عمرإلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال: ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: أي بني أريد أن أغفو قليلا، فلم تبق في جسدي طاقة. قال عبد الملك: أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: أي بني إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله. فقال عبد الملك: ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟! فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني. ثم قال وأمر أن ينادى في الناس: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها. وأخذ عمر رحمه الله يرد المظالم إلى أهلها.
عـدله:
كان عمر رحمه الله قد جمع جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: " إني قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين: إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من غصبها " ، فلم يرتح عمر إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبد الملك الذي قال له: أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلما. فاستراح عمر لهذا الرأي وقام يرد المظالم إلى أهلها.
وفـاته:
استمرت خلافته فترة قصيرة جدا، فلم يل الخلافة سوى عامين ونصف ثم حضره أجله ولاقى ربه عادلا في الرعية قائما فيها بأمر الله تعالى.
محمد بن سيرين
مــولده ونشــأته:
ولد محمد بن سيرين رحمه الله في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كان أبوه (سيرين) مملوكًا لأنس بن مالك الصحابي الجليل، وكان من نصيبه بعد معركة (عين التمر) وهي بلدة غربي الكوفة افتتحها خالد بن الوليد في خلافة أبي بكرالصديق رضي الله عنه، فأعتقه أنس.
وأمه اسمها (صفية) وكانت أمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فأعتقها أيضًا.
عرف أبوه وأمه بالصلاح وحُسن السيرة.
طلبه للــعلم:
نشأ محمد بن سيرين في بيت تحوطه التقوى والورع واتصل بمجموعة كبيرة من الصحابة رضي الله عنهم مثل:
* زيد بن ثابت
* عمران بن الحصين
* أنس بن مالك
* أبو هريرة
* عبد الله بن الزبير
* عبد الله بن عباس
* عبد الله بن عمر
أقبل محمد بن سيرين على هؤلاء الصحب الكرام ينهل من علمهم وفقههم وروايتهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
شهـرته:
اشتهر محمد بن سيرين وذاع صيته وعلت شهرته في البلاد وعُرف بالعلم والورع
وقد كانت له مواقف مشهورة مع ولاة بني أمية صدع فيها بكلمة الحق وأخلص النصح لله ولرسوله؛ منها: سأله مرة عمر بن هبيرة والي بني أمية على (العراقين): كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر (كنية ابن سيرين)؟! فقال محمد بن سيرين: تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ. فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه قائلا: إنك لست الذي تُسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) فأجزل ابن هبيرة له العطاء فلم يقبل، فعاتبه ابن أخيه قائلا: ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير؟ فقال: إنما أعطاني لخير ظنه بي، فإن كنت من أهل الخير كما ظن، فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن، فأحرى بي ألا استبيح قبول ذلك.
ورعـــه:
ومن ورع محمد بن سيرين رحمه الله أنه سمع أحد الناس يسب الحجاج بن يوسف بعد وفاته فقال له:" صه يا ابن أخي، فإن الحجاج مضى إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله عز وجل ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج، فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن يظلمونه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد" .
منح الله سبحانه وتعالى ابن سيرين سمتًا صالحًا وقبولا في قلوب الناس، فكان الناس إذا رأوه في السوق وهم غارقون في غفلتهم انتبهوا وذكروا الله وهللوا وكبَّروا.
وكانت له تجارة وله بيع وشراء في السوق فإذا رجع إلى بيته بالليل أخذ في القيام يتلو القرآن ويبكي.
وكان في تجارته ورعًا لدرجة أنه ذات مرة اشترى زيتًا بأربعين ألفًا مؤجلة، فلما فتح أحد زقاق الزيت وجد فيه فأرًا ميتًا متفسخًا فقال في نفسه: إن الزيت كله كان في المعصرة في مكان واحد وإن النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه، وإن رددته للبائع بالعيب فربما باعه للناس. فأراق الزيت كله.
ثناء العلمـــاء عليه:
قال مورق العجلي: " ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين" .
وفـــاته:
توفي محمد بن سيرين بعد أن عمَّر حتى بلغ السابعة والسبعين عامًا، رحمه الله .
ابن يونس
399هـ / 1009م
مولده ونشأته:
هو أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى.
ولد في مصر في أسرة عرفت بالعلم،فقد كان جده يونس من أصحاب الشافعي رحمه الله، وكان أبوه من أكبر المؤرخين في مصر ومن أشهر علمائها.
نهل ابن يونس من العلوم منذ الصغر، ونبغ في علم الفلك فشجعه العزيز بالله الفاطمي وابنه الحاكم بأمر الله على البحث في علم الفلك والرياضيات، فبنوا له مرصدًا على صخرة أعلى جبل المقطم قرب القاهرة، وجهزوه بأفضل آلات وأدوات الرصد.
رصد ابن يونس بكل نجاح كسوف الشمس وخسوف القمر عام (368هـ / 978م)
كما وصل ابن يونس لنفس النتائج التي وصل إليها فلكيو بغداد في مراصدهم، وتعتبر أرصاده أول سجل أرصاد دُوِّن بدقة علمية ملحوظة، فاتخذها كل من جاءوا بعده مرجعًا لهم.
أهم إنجازاته:
* رصد كسوف الشمس لعامي (368هـ / 977م)، (369هـ / 978م) فكانا أول كسوفين سجلا بدقة متناهية وبطريقة علمية بحتة.
* أثبت أن حركة القمر في تزايد في السرعة.
* صحح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر للشمس ومبادرة الاعتدالين.
* حل الكثير من المسائل الصعبة في علم الفلك الكروي.
* أول من فكر في حساب الأقواس الثانوية التي تصبح بها القوانين بسيطة فتغني عن الجذور التربيعية التي تجعل الحسابات صعبة.
* أسهم في استقلالية علم حساب المثلثات عن الفلك.
* أوجد جداول للظلال وظلال التمام.
* كما ابتكر طريقة جديدة سهَّل بها كل العمليات الحسابية.
* وأهم إنجازاته على الإطلاق هو اختراعه (البندول).
أفنى ابن يونس حياته في دراسة حركة الكواكب ورصدها.
ترك ابن يونس عددًا من المؤلفات في الفلك والرياضيات من أهمها:
* الزيج الحاكمي (أربعة مجلدات).
* كتاب الظل.
* غاية الانتفاع.
* كتاب الميل.
* التعديل المحكم.
* الرقاص.
* تاريخ أعيان مصر.
أبو هريرة رضي الله عنه
مولده ونشأته:
اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي.
نشأ يتيمًا، وكان يعمل أجيرًا عند بسرة بنت غزوان.
ولد باليمن وكان من بيت فقير وليس له من الناس أحد إلا أمه.
كان اسمه في الجاهلية (عبد شمس).
إسلامه:
أسلم أبو هريرة على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، وظل باليمن في قومه (دوس) ولم يهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلا بعد الهجرة بست سنين.
أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكان يناديه كثيرًا: (يا أبا هِر)
وكان سبب كنيته ب(أبي هريرة) أنه كانت له في طفولته هِرَّة صغيرة يلعب بها فجعل قرناؤه ينادونه: أبا هريرة.
تشرفه بخدمة النبي:
انقطع أبو هريرة بعد دخوله في الإسلام إلى صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وخدمته.
ودعا أمه للإسلام فدخلت بعد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها، وكان بارًا بها أشد البر.
لزم أبو هريرة الصُّفَّة(وهي مكان في مسجد الرسول كان مخصصًا لسكن فقراء الصحابة)، وكان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل حركاته فلا يكاد يفارقه حتى حفظ عنه أحاديث كثيرة جدًا، لاسيما بعد أن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بعدم نسيان العلم.
حفظ أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وستمائة حديث، وكان يقول: أحفظ حيث ينشغل إخواني المهاجرين بتجارتهم وإخواني الأنصار بزراعتهم.
شغفه بالعلم:
كان أبو هريرة رضي الله عنه محبًا للعلم، وكان يحبه لغيره لدرجة أنه كان يذهب إلى أهل السوق بالمدينة ويقول لهم: أنتم هنا قاعدون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بالمسجد، ما أعجزكم. فيذهب الناس فلا يجدون شيئًا سوى القائمين في صلاة أو القارئين لكتاب الله أو الجالسين في دروس العلم، فيتعجبون من أبي هريرة. فيقول لهم: ذلك ميراث النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما كثر المال وفاضت الخيرات وجاءت غنائم الفتح، صار لأبي هريرة رضي الله عنه مال ومنزل ومتاع وزوج وأولاد، ولم يغير ذلك من شغفه بالعلم ولا تواضعه وشدة عبادته واجتهاده وطاعته.
ورعه وتقواه:
وفي خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، صار أبو هريرة واليًا على المدينة، فلم يفت ذلك في ورعه وتقواه؛ فكان يصوم النهار ويقوم الليل.
وكان رضي الله عنه يُكثر من قوله: ( نشأت يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم القوم إذا نزلوا، وأحدو لهم إذا ركبوا، فزوجنيها الله تعالى (يعني بسرة بنت غزوان)، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وصيَّر أبا هريرة إمامًا).
أبو هريرة رضي الله عنه
مولده ونشأته:
اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي.
نشأ يتيمًا، وكان يعمل أجيرًا عند بسرة بنت غزوان.
ولد باليمن وكان من بيت فقير وليس له من الناس أحد إلا أمه.
كان اسمه في الجاهلية (عبد شمس).
إسلامه:
أسلم أبو هريرة على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، وظل باليمن في قومه (دوس) ولم يهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلا بعد الهجرة بست سنين.
أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكان يناديه كثيرًا: (يا أبا هِر)
وكان سبب كنيته ب(أبي هريرة) أنه كانت له في طفولته هِرَّة صغيرة يلعب بها فجعل قرناؤه ينادونه: أبا هريرة.
تشرفه بخدمة النبي:
انقطع أبو هريرة بعد دخوله في الإسلام إلى صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وخدمته.
ودعا أمه للإسلام فدخلت بعد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها، وكان بارًا بها أشد البر.
لزم أبو هريرة الصُّفَّة(وهي مكان في مسجد الرسول كان مخصصًا لسكن فقراء الصحابة)، وكان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل حركاته فلا يكاد يفارقه حتى حفظ عنه أحاديث كثيرة جدًا، لاسيما بعد أن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بعدم نسيان العلم.
حفظ أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وستمائة حديث، وكان يقول: أحفظ حيث ينشغل إخواني المهاجرين بتجارتهم وإخواني الأنصار بزراعتهم.
شغفه بالعلم:
كان أبو هريرة رضي الله عنه محبًا للعلم، وكان يحبه لغيره لدرجة أنه كان يذهب إلى أهل السوق بالمدينة ويقول لهم: أنتم هنا قاعدون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بالمسجد، ما أعجزكم. فيذهب الناس فلا يجدون شيئًا سوى القائمين في صلاة أو القارئين لكتاب الله أو الجالسين في دروس العلم، فيتعجبون من أبي هريرة. فيقول لهم: ذلك ميراث النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما كثر المال وفاضت الخيرات وجاءت غنائم الفتح، صار لأبي هريرة رضي الله عنه مال ومنزل ومتاع وزوج وأولاد، ولم يغير ذلك من شغفه بالعلم ولا تواضعه وشدة عبادته واجتهاده وطاعته.
ورعه وتقواه:
وفي خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، صار أبو هريرة واليًا على المدينة، فلم يفت ذلك في ورعه وتقواه؛ فكان يصوم النهار ويقوم الليل.
وكان رضي الله عنه يُكثر من قوله: ( نشأت يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم القوم إذا نزلوا، وأحدو لهم إذا ركبوا، فزوجنيها الله تعالى (يعني بسرة بنت غزوان)، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وصيَّر أبا هريرة إمامًا).
مولده ونشأته:
اسمه الحسن بن يسار، وكان (يسار) مولى للصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، واسم أمه (خيرة) وكانت مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
ولد الحسن بالمدينة عام 30 هـ تقريبا ونشأ في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبصفة خاصة بيت أم سلمة رضي الله عنها فقد ربي في حجرها وقد كانت أم سلمة رضي الله عنها من أكمل نساء العرب عقلا، وأوفرهن فضلا وحكمة، كما كانت من أوسع زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم علما وأكثرهن رواية عنه، وقد كانت من النساء القليلات اللواتي يكتبن في الجاهلية.
كما نال الحسن أيضا شرف الرضاعة من أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حيث كانت أمه تخرج لقضاء بعض الحاجات فكان الطفل الرضيع يبكي من جوعه فتأخذه أم سلمة رضي الله عنها إلى حجرها وتلقمه ثديها لتصبره به وتعلله عن غياب أمه، ولشدة حبها له فقد كان ثديها يدر لبنا بقدرة الله فيرضع الصبي ويسكت عن البكاء.
ظل الحسن في طفولته يتنقل بين بيوت أمهات المؤمنين وينهل من هذا الجو النقي من الأخلاق الطيبة والدين والأدب والعلم.
طلبه للعلم:
تتلمذ الحسن على يدي كبارالصحابة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل: عثمان بن عفان، وعبد الله بن عباس، وعلي بن أبي طالب، وأبي موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عمر.
ثم انتقل الحسن إلى البصرة مع والديه عندما بلغ أربعة عشر عاما واستقر بالبصرة مع أسرته وكانت البصرة آنذاك من أكبر قلاع العلم وكان مسجدها العظيم يموج بمن دخلها من كبار الصحابة رضي الله عنهم لا سيما عبد الله بن عباس الذي لازمه الحسن وأخذ عنه التفسير والحديث والقراءات.
أخذ الحسن عن غير عبد الله بن عباس من الصحابة الفقه واللغة والأدب حتى صار من أعلم أهل زمانه.
التف الناس حوله وذاع صيته وعلت شهرته وأحبه الناس حبا شديدا.
ثناء العلماء عليه:
وصفه أحد المقربين منه وهو خالد بن صفوان فقال: " إنه امرؤ سريرته كعلانيته، وقوله كفعله، إذا أمر بمعروف كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن منكر كان أترك الناس له، ولقد رأيته مستغنيا عن الناس، زاهدا بما في أيديهم، ورأيت الناس محتاجين إليه، طالبين ما عنده "
وقال عنه مسلمة بن عبد الملك: " كيف يضل قوم فيهم مثل الحسن البصري؟! "
نصحه أولي الأمر:
وكان الحسن البصري لا يترك نصيحة أولي الأمر بما يراه حقا ولو كان قاسيا عليهم، لدرجة أنه لما طلب عمر بن هبيرة منه النصيحة في أمور يأمره بها الخليفة يزيد بن عبد الملك ولا يطمئن إليها عمر بن هبيرة قال له: " يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله، واعلم أن الله جل وعز يمنعك من يزيد، وأن يزيد لا يمنعك من الله. يا ابن هبيرة إنه يوشك أن ينزل بك ملك غليظ شديد لا يعصي الله ما أمره فيزيلك عن سريرك هذا، وينقلك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك، حيث لا تجد هناك يزيد، وإنما تجد عملك الذي خالفت فيه رب يزيد. يا ابن هبيرة إنك إن تك مع الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد ابن عبد الملك في الدنيا والآخرة، وإن تك مع يزيد في معصية الله تعالى، فإن الله يكلك إلى يزيد، واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة لمخلوق كائنا من كان في معصية الخالق عز وجل " فبكى ابن هبيرة حتى بللت دموعه لحيته.
من مواعظه:
وكانت مواعظ الحسن تهز القلوب وتنبه الغافلين وتستدر دموع السامعين؛ فمن مواعظه: " إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب، متى ازددت من إحداهما قربا ازددت من الآخرة بعدا، الدنيا دار أولها عناء وآخرها فناء، وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن " .
وفاته:
مات الحسن رحمه الله عام 110 هـ وخرج أهل البصرة جميعا لجنازته يوم الجمعة غرة رجب، رحمه الله رحمة واسعة.
عمر بن عبد العزيز رحمه الله
مكانته:
تابعي جليل من التابعين ، لقِّب بخامس الخلفاء الراشدين لسيره في خلافته سير الخلفاء الراشدين .
تولى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك. قال عنه محمد بن علي بن الحسين رحمه الله: " أما علمت أن لكل قوم نجيبًا، وأن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز، وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده " .
طلبه للعلم:
طلب عمر بن عبد العزيز العلم صغيرًا، وصار يجالس كبار الفقهاء والعلماء، وتولى إمارة المدينة المنورة فترة من عمره.
مبايعته بالخلافة:
بويع بالخلافة بعد وفاة سليمان بن عبد الملك وهو لها كاره فأمر فنودي في الناس بالصلاة، فاجتمع الناس إلى المسجد، فلما اكتملت جموعهم، قام فيهم خطيبًا، فحمد الله ثم أثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس إني قد ابتليت بهذا الأمر على غير رأي مني فيه ولا طلب له... ولا مشورة من المسلمين، وإني خلعت ما في أعناقكم من بيعتي، فاختاروا لأنفسكم خليفة ترضونه. فصاح الناس صيحة واحدة: قد اخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك، فَلِ أمرنا باليمن والبركة. فأخذ يحض الناس على التقوى ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في الآخرة، ثم قال لهم: " أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له على أحد، أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليكم " ثم نزل عن المنبر.
ما دار بينه وبين ابنه بعد توليه الخلافة:
اتجه عمرإلى بيته وآوى إلى فراشه، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال: ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: أي بني أريد أن أغفو قليلا، فلم تبق في جسدي طاقة. قال عبد الملك: أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: أي بني إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله. فقال عبد الملك: ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟! فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال: الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني. ثم قال وأمر أن ينادى في الناس: ألا من كانت له مظلمة فليرفعها. وأخذ عمر رحمه الله يرد المظالم إلى أهلها.
عـدله:
كان عمر رحمه الله قد جمع جماعة من الفقهاء والعلماء وقال لهم: " إني قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين: إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وزر هذه المظالم على من غصبها " ، فلم يرتح عمر إلى قولهم وأخذ بقول جماعة آخرين منهم ابنه عبد الملك الذي قال له: أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلما. فاستراح عمر لهذا الرأي وقام يرد المظالم إلى أهلها.
وفـاته:
استمرت خلافته فترة قصيرة جدا، فلم يل الخلافة سوى عامين ونصف ثم حضره أجله ولاقى ربه عادلا في الرعية قائما فيها بأمر الله تعالى.
محمد بن سيرين
مــولده ونشــأته:
ولد محمد بن سيرين رحمه الله في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كان أبوه (سيرين) مملوكًا لأنس بن مالك الصحابي الجليل، وكان من نصيبه بعد معركة (عين التمر) وهي بلدة غربي الكوفة افتتحها خالد بن الوليد في خلافة أبي بكرالصديق رضي الله عنه، فأعتقه أنس.
وأمه اسمها (صفية) وكانت أمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فأعتقها أيضًا.
عرف أبوه وأمه بالصلاح وحُسن السيرة.
طلبه للــعلم:
نشأ محمد بن سيرين في بيت تحوطه التقوى والورع واتصل بمجموعة كبيرة من الصحابة رضي الله عنهم مثل:
* زيد بن ثابت
* عمران بن الحصين
* أنس بن مالك
* أبو هريرة
* عبد الله بن الزبير
* عبد الله بن عباس
* عبد الله بن عمر
أقبل محمد بن سيرين على هؤلاء الصحب الكرام ينهل من علمهم وفقههم وروايتهم لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
شهـرته:
اشتهر محمد بن سيرين وذاع صيته وعلت شهرته في البلاد وعُرف بالعلم والورع
وقد كانت له مواقف مشهورة مع ولاة بني أمية صدع فيها بكلمة الحق وأخلص النصح لله ولرسوله؛ منها: سأله مرة عمر بن هبيرة والي بني أمية على (العراقين): كيف تركت أهل مصرك يا أبا بكر (كنية ابن سيرين)؟! فقال محمد بن سيرين: تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ. فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت إليه قائلا: إنك لست الذي تُسأل عنهم وإنما أنا الذي أسأل وإنها لشهادة (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) فأجزل ابن هبيرة له العطاء فلم يقبل، فعاتبه ابن أخيه قائلا: ما يمنعك أن تقبل هبة الأمير؟ فقال: إنما أعطاني لخير ظنه بي، فإن كنت من أهل الخير كما ظن، فما ينبغي لي أن أقبل، وإن لم أكن كما ظن، فأحرى بي ألا استبيح قبول ذلك.
ورعـــه:
ومن ورع محمد بن سيرين رحمه الله أنه سمع أحد الناس يسب الحجاج بن يوسف بعد وفاته فقال له:" صه يا ابن أخي، فإن الحجاج مضى إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله عز وجل ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج، فلكل منكما يومئذ شأن يغنيه، واعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم كما سيقتص للحجاج ممن يظلمونه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد" .
منح الله سبحانه وتعالى ابن سيرين سمتًا صالحًا وقبولا في قلوب الناس، فكان الناس إذا رأوه في السوق وهم غارقون في غفلتهم انتبهوا وذكروا الله وهللوا وكبَّروا.
وكانت له تجارة وله بيع وشراء في السوق فإذا رجع إلى بيته بالليل أخذ في القيام يتلو القرآن ويبكي.
وكان في تجارته ورعًا لدرجة أنه ذات مرة اشترى زيتًا بأربعين ألفًا مؤجلة، فلما فتح أحد زقاق الزيت وجد فيه فأرًا ميتًا متفسخًا فقال في نفسه: إن الزيت كله كان في المعصرة في مكان واحد وإن النجاسة ليست خاصة بهذا الزق دون سواه، وإن رددته للبائع بالعيب فربما باعه للناس. فأراق الزيت كله.
ثناء العلمـــاء عليه:
قال مورق العجلي: " ما رأيت رجلا أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين" .
وفـــاته:
توفي محمد بن سيرين بعد أن عمَّر حتى بلغ السابعة والسبعين عامًا، رحمه الله .
ابن يونس
399هـ / 1009م
مولده ونشأته:
هو أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى.
ولد في مصر في أسرة عرفت بالعلم،فقد كان جده يونس من أصحاب الشافعي رحمه الله، وكان أبوه من أكبر المؤرخين في مصر ومن أشهر علمائها.
نهل ابن يونس من العلوم منذ الصغر، ونبغ في علم الفلك فشجعه العزيز بالله الفاطمي وابنه الحاكم بأمر الله على البحث في علم الفلك والرياضيات، فبنوا له مرصدًا على صخرة أعلى جبل المقطم قرب القاهرة، وجهزوه بأفضل آلات وأدوات الرصد.
رصد ابن يونس بكل نجاح كسوف الشمس وخسوف القمر عام (368هـ / 978م)
كما وصل ابن يونس لنفس النتائج التي وصل إليها فلكيو بغداد في مراصدهم، وتعتبر أرصاده أول سجل أرصاد دُوِّن بدقة علمية ملحوظة، فاتخذها كل من جاءوا بعده مرجعًا لهم.
أهم إنجازاته:
* رصد كسوف الشمس لعامي (368هـ / 977م)، (369هـ / 978م) فكانا أول كسوفين سجلا بدقة متناهية وبطريقة علمية بحتة.
* أثبت أن حركة القمر في تزايد في السرعة.
* صحح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر للشمس ومبادرة الاعتدالين.
* حل الكثير من المسائل الصعبة في علم الفلك الكروي.
* أول من فكر في حساب الأقواس الثانوية التي تصبح بها القوانين بسيطة فتغني عن الجذور التربيعية التي تجعل الحسابات صعبة.
* أسهم في استقلالية علم حساب المثلثات عن الفلك.
* أوجد جداول للظلال وظلال التمام.
* كما ابتكر طريقة جديدة سهَّل بها كل العمليات الحسابية.
* وأهم إنجازاته على الإطلاق هو اختراعه (البندول).
أفنى ابن يونس حياته في دراسة حركة الكواكب ورصدها.
ترك ابن يونس عددًا من المؤلفات في الفلك والرياضيات من أهمها:
* الزيج الحاكمي (أربعة مجلدات).
* كتاب الظل.
* غاية الانتفاع.
* كتاب الميل.
* التعديل المحكم.
* الرقاص.
* تاريخ أعيان مصر.
أبو هريرة رضي الله عنه
مولده ونشأته:
اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي.
نشأ يتيمًا، وكان يعمل أجيرًا عند بسرة بنت غزوان.
ولد باليمن وكان من بيت فقير وليس له من الناس أحد إلا أمه.
كان اسمه في الجاهلية (عبد شمس).
إسلامه:
أسلم أبو هريرة على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، وظل باليمن في قومه (دوس) ولم يهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلا بعد الهجرة بست سنين.
أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكان يناديه كثيرًا: (يا أبا هِر)
وكان سبب كنيته ب(أبي هريرة) أنه كانت له في طفولته هِرَّة صغيرة يلعب بها فجعل قرناؤه ينادونه: أبا هريرة.
تشرفه بخدمة النبي:
انقطع أبو هريرة بعد دخوله في الإسلام إلى صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وخدمته.
ودعا أمه للإسلام فدخلت بعد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها، وكان بارًا بها أشد البر.
لزم أبو هريرة الصُّفَّة(وهي مكان في مسجد الرسول كان مخصصًا لسكن فقراء الصحابة)، وكان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل حركاته فلا يكاد يفارقه حتى حفظ عنه أحاديث كثيرة جدًا، لاسيما بعد أن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بعدم نسيان العلم.
حفظ أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وستمائة حديث، وكان يقول: أحفظ حيث ينشغل إخواني المهاجرين بتجارتهم وإخواني الأنصار بزراعتهم.
شغفه بالعلم:
كان أبو هريرة رضي الله عنه محبًا للعلم، وكان يحبه لغيره لدرجة أنه كان يذهب إلى أهل السوق بالمدينة ويقول لهم: أنتم هنا قاعدون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بالمسجد، ما أعجزكم. فيذهب الناس فلا يجدون شيئًا سوى القائمين في صلاة أو القارئين لكتاب الله أو الجالسين في دروس العلم، فيتعجبون من أبي هريرة. فيقول لهم: ذلك ميراث النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما كثر المال وفاضت الخيرات وجاءت غنائم الفتح، صار لأبي هريرة رضي الله عنه مال ومنزل ومتاع وزوج وأولاد، ولم يغير ذلك من شغفه بالعلم ولا تواضعه وشدة عبادته واجتهاده وطاعته.
ورعه وتقواه:
وفي خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، صار أبو هريرة واليًا على المدينة، فلم يفت ذلك في ورعه وتقواه؛ فكان يصوم النهار ويقوم الليل.
وكان رضي الله عنه يُكثر من قوله: ( نشأت يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم القوم إذا نزلوا، وأحدو لهم إذا ركبوا، فزوجنيها الله تعالى (يعني بسرة بنت غزوان)، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وصيَّر أبا هريرة إمامًا).
أبو هريرة رضي الله عنه
مولده ونشأته:
اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي.
نشأ يتيمًا، وكان يعمل أجيرًا عند بسرة بنت غزوان.
ولد باليمن وكان من بيت فقير وليس له من الناس أحد إلا أمه.
كان اسمه في الجاهلية (عبد شمس).
إسلامه:
أسلم أبو هريرة على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، وظل باليمن في قومه (دوس) ولم يهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلا بعد الهجرة بست سنين.
أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكان يناديه كثيرًا: (يا أبا هِر)
وكان سبب كنيته ب(أبي هريرة) أنه كانت له في طفولته هِرَّة صغيرة يلعب بها فجعل قرناؤه ينادونه: أبا هريرة.
تشرفه بخدمة النبي:
انقطع أبو هريرة بعد دخوله في الإسلام إلى صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وخدمته.
ودعا أمه للإسلام فدخلت بعد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها، وكان بارًا بها أشد البر.
لزم أبو هريرة الصُّفَّة(وهي مكان في مسجد الرسول كان مخصصًا لسكن فقراء الصحابة)، وكان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل حركاته فلا يكاد يفارقه حتى حفظ عنه أحاديث كثيرة جدًا، لاسيما بعد أن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بعدم نسيان العلم.
حفظ أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وستمائة حديث، وكان يقول: أحفظ حيث ينشغل إخواني المهاجرين بتجارتهم وإخواني الأنصار بزراعتهم.
شغفه بالعلم:
كان أبو هريرة رضي الله عنه محبًا للعلم، وكان يحبه لغيره لدرجة أنه كان يذهب إلى أهل السوق بالمدينة ويقول لهم: أنتم هنا قاعدون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بالمسجد، ما أعجزكم. فيذهب الناس فلا يجدون شيئًا سوى القائمين في صلاة أو القارئين لكتاب الله أو الجالسين في دروس العلم، فيتعجبون من أبي هريرة. فيقول لهم: ذلك ميراث النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما كثر المال وفاضت الخيرات وجاءت غنائم الفتح، صار لأبي هريرة رضي الله عنه مال ومنزل ومتاع وزوج وأولاد، ولم يغير ذلك من شغفه بالعلم ولا تواضعه وشدة عبادته واجتهاده وطاعته.
ورعه وتقواه:
وفي خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، صار أبو هريرة واليًا على المدينة، فلم يفت ذلك في ورعه وتقواه؛ فكان يصوم النهار ويقوم الليل.
وكان رضي الله عنه يُكثر من قوله: ( نشأت يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم القوم إذا نزلوا، وأحدو لهم إذا ركبوا، فزوجنيها الله تعالى (يعني بسرة بنت غزوان)، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وصيَّر أبا هريرة إمامًا).