مفهوم الحضارة
الحضارة هى كل ما ينتجه عقل الإنسان من فنون وعلوم وآداب وفلسفة وتشريع، والقدرة على الاستفادة من هذه الحصيلة. ويقسم المؤرخون تاريخ الإنسانية إلى عصور، فهناك عصر ما قبل التاريخ، والعصور التاريخية.
حياة المصريين فى عصر ما قبل التاريخ ومفهوم العصر
ما قبل التاريخ المصرى هو عصر طويل - يقدره المؤرخون بمئات الألوف من السنين - يسبق معرفة الإنسان الأول للكتابة. إنسان ذلك العصر لم يكن يسجل أفكاره أو أعماله بأى شكل من الأشكال، وإنما ترك آثاراً صامتة من الأدوات والأسلحة الأوانى وبقايا المنازل والمقابر .. وغيرها. فالكتابة إذن تعتبر الحد الفاصل بين عصر ما قبل التاريخ والعصر التاريخى. والعصور التاريخية تبدأ باختراع الإنسان للكتابة، وبدء تسجيل ما قام به من نشاط، وما مر به من أحداث. وتقاس أحداث التاريخ بالسنين والقرون، والقرن يساوى 100 سنة، ويلاحظ أن حساب السنين قبل ميلاد سيدنا "عيسى المسيح" عليه السلام يسير باتجاه يتناقص فيه عدد السنوات، أما بعد الميلاد، فإنه يسير فى اتجاه يتزايد فيه عدد السنوات.
أقسام عصر ما قبل التاريخ
عصر ما قبل الأسرات وينقسم إلى: العصر الحجرى القديم والعصر الحجرى الحديث وعصر استخدام المعادن. سميت العصور الحجرية بهذا الاسم لصناعة الإنسان معظم أدواته من الحجر.
حياة الإنسان المصرى فى العصر الحجرى القديم
ولم يبدأ قيام الحياة الإنسانية فى مصر على ضفاف النيل، وإنما قامت على الجبال والهضاب المنتشرة، حيث كانت الظروف الطبيعية القاسية تتحكم فى الإنسان، وكانت وسائل حياته محدودة وبدائية. عاش الإنسان المصرى حياة غير مستقرة، وتنقل من مكان إلى آخر بحثاً عن الغذاء، وسكن الكهوف واحترف صيد الحيوانات والطيور، وأعتمد على جمع البذور والثمار من النباتات والأشجار.
صنع إنسان هذا العصر أدواته من الحجر، مثل السكين والمنشار والبلطة، وكانت كبيرة الحجم خشنة. وفى أواخر هذا العصر الحجرى القديم عرف الإنسان النار عن طريق احتكاك الأحجار الصلبة ببعضها بقوة، وساعد اكتشاف النار على تطوير حياة المصرى القديم، فاستخدمها فى الطهو والإضاءة، وإبعاد الحيوانات المفترسة، وصيد الحيوانات.
حياة الإنسان المصرى فى العصر الحجرى الحديث
بعد أن قلت الأمطار وساد الجفاف واختفت النباتات فى أواخر العصر الحجرى القديم، اضطر الإنسان إلى ترك الهضبة واللجوء إلى وادى النيل بحثاً عن الماء. فى هذه البيئة الجديدة اهتدى الإنسان إلى الزراعة، وأنتج الحبوب مثل القمح والشعير، واستأنس الحيوان واعتنى بتربيته كالماشية والماعز والأغنام، وعاش حياة الاستقرار والنظام والإنشاء بدلاً من حياة التنقل.
الإنسان المصرى القديم يستأنس الحيوانات.
أقام الإنسان المساكن من الطين والخشب، فظهرت التجمعات السكانية على شكل قرى صغيرة، واعتنى الإنسان بدفن موتاه فى قبور، كما تطورت فى هذا العصر صناعة الآلات والأدوات حيث تميزت بالدقة وصغر الحجم، أيضاً صنع الأوانى الفخارية.
وهكذا يمكن القول أن العصر الحجرى الحديث تميز بعدة مميزات، وهى: التحول إلى الزراعة والاستقرار، واستئناس الحيوان، وارتقاء صناعة الأدوات والأسلحة، وبناء المساكن والقبور، وأخيراً صناعة الفخار.
حياة الإنسان المصرى فى عصر استخدام المعادن
عصر استخدام المعادن هو العصر الذى يلى العصر الحجرى الحديث، وينتهى ببداية عصر الأسرات فى مصر القديمة. فى هذا العصر عرف المصريون القدماء المعادن، مثل النحاس والبرونز والذهب، ومن هذه المعادن صنعوا أدواتهم وآلاتهم وحليّهم، وكان النحاس أوسع المعادن انتشاراً، وأهم مناجمه فى شبه جزيرة سيناء.
أيضاً فى هذا العصر تطورت صناعة نسيج الأقمشة، والأخشاب، والأوانى الفخارية، وبنيت المساكن من اللّبن بدلاً من الطين والبوص، وفرشت بالحصير المصنوع من نبات البردى، وصنعت الوسائد. وأهم ما يميز هذا العصر ظهور بعض العبادات، مثل تقديس الإنسان لبعض الحي
عاش الانسان دهورا طويلة قبل ان يهتدي إلى الزراعة وينتقل بواسطتها من عهد جمع القوت إلى عهد انتاج القوت. ويمكن القول ان الانسان عاش اكثر من 98% من عمره على الارض قبل ان يهتدي إلى الزراعة. ولم يكن اهتداؤه إلى الزراعة كما لم يكن ابتكاره لاهم المقومات الحضارية كالكتابة مثلا ، في فترة زمنية واحدة في مختلف ارجاء العالم . غير ان الثابت بان انسان الشرق الادنى القديم ، كان السباق في استخدام الزراعة وسيلة لانتاج القوت وكان ذلك في حدود الالف التاسع قبل الميلاد.
بعد فترة الانتقال هذه حدث اول انقلاب اقتصادي في تاريخ الانسان واول ثورة للانسان على الطبيعة ، تلك الثورة التي غيرت حياته كليا وكانت الاساس لقيام الحضارات الناضجة فيما بعد ، فكما هو معروف ان النهر الجليدي كان قد انسحب في نهاية العصر الجليدي الاخير نحو الشمال وتبدل نتيجة ذلك المناخ في الشرق الادنى فشحت الامطار وقلت النباتات والحيوانات التي كان الانسان يعتمد عليها في حياته الاولى وكان على الانسان ان يقاوم من اجل البقاء ويجد الوسيلة الكفيلة لحياته فكان اهتداؤه للزراعة والى تدجين الحيوان ، فانتقل من طور جمع القوت إلى طور انتاج القوت . وتبدلت تبعا لذلك حياة الانسان الاجتماعية ومعتقداته الدينية وتطورت وتنوعت ادواته في الزراعة وبدأت القرى والمستوطنات بالنمو التدريجي كما بدأ الانسان يستخدم ولاول مرة نوعا من الفخار الساذج. ويظن ان الانسان عرف في هذه الفترة بعض الحرف كالحياكة حيث عثر على آثار طبعات المنسوجات على بعض كتل الطين. ومع هذا ظل الانسان يعتمد إلى حد ما على صيد الحيوانات البرية ، لكنه كان يزرع الارض وينتظر غلتها فاضطر إلى السكنى إلى جوار ارضه لفترات طويلة ، وكانت الزراعة في بدايتها محدودة ومقصورة على بعض الحبوب البرية كما كانت للاكتفاء الذاتي فقط وامتازت بانها كانت زراعة شبه متنقلة حيث لم يعرف الانسان طريقة ترك الارض بورا لمدة سنة ومن ثم معاودة زراعتها بعد ان تستعيد خصوبتها فكان لذلك ينتقل من مكان إلى آخر كلما نفذت خصوبة الارض.
مع أجمل تمنياتى لكم